وضعت الشك في النوايا جانباً، وصدقت أن القوى السياسية المختلفة كانت صادقة في قرارها بتنحية المطالب المختلف عليها جانباً، وخاصة مطالب الدستور أولا ً والمجلس الرئاسي والمبادئ فوق الدستورية وغيرها من وسائل التحايل على إرادة أغلبية الشعب المصري. وكما فعلت أنا، فعلت القوى السياسية الإسلامية وأيدت جميعها التظاهر في جمعة "الثورة أولاً".
ثم بعد يوم ظننت فيه أن روح الثورة المصرية قد عادت. تجولت بين المعتصمين في ميدان سعد زغلول بالإسكندرية فسمعت عن الذي ينادي بالدستور أولاً من منصة ٦ أبريل ورأيت أحد شباب المصريين الأحرار يحدث الناس عما يدعي أنها أخطاء السيد مهدي عاكف المرشد العام السابق للإخوان المسلمين وغير ذلك من المهاترات. تدخلت وطالبته بالتركيز عى قضايا اليوم ووافق الحاضرون، فعاد الشاب الحاذق يجتر ما كان يقوله عن المرشد السابق للإخوان.
ثم اليوم أفاجأ بهذا البيان مما يسمى "لجنة اعتصام ٦ يوليو بالتحرير"، والذي أراه قمة في المخادعة، ولو أن الدرك والحضيض أولى به من القمم.
لا أعلم من تمثل لجنة اعتصام ٨ يوليو، لكني أود أن أعلم ذلك وأتمنى ألا أجد من القوى الممثلة فيها أيا من القوى الأساسية المعروفة. فلا يخفى على أي إنسان بسيط أن الخطة التي يرسمها هذا البيان لا علاقة لها بمحاكمات أو مطالب الثورة، وإنما هي مزايدة حزبية جديدة للالتفاف على إرادة أغلبية الشعب، وهي خيانة لمحاولات تجديد الثقة بين التيارات الليبرالية والإسلامية، ومؤكد أن البادئ بالغدر –كما هي العادة دائماً- ليس التيارات الإسلامية.
وها هو البيان يتحدث عن نفسه:
(( بيان لجنة أعتصام ٨ يوليو بالتحرير
أيمانا بضرورة تكامل قوي الشعب المصري في تحقيق الأهداف و المطالب التي هتف بها الشعب واستشهد من أجلها الألف في ثورته المجيدة، اجتمعنا نحن المصريون الوطنيون المستقلون في ميدان التحرير, في بداية يوم الثامن من يوليو ٢٠١١ الموافق السابع من شعبان ١٤٣٢هـ , ونظرا لما يراه الشعب باكمله من تباطؤ و تواطؤ في انجاز مطالبه وحقوقه المسلوبه رغم مرور ستة اشهر .
فاننا نري ان انقاذ مصر وتحقيق مطالبها يدفعنا الي دعوة كل اطياف التيارات الثورية السياسيه و الي لم شمل الأمه ’ وتكوين مجلس انتقالي يترأسه رئيس المحكمه الدستورية العليا او من ينوب عنه, وان يجمع شمل الامة بكل أطيافها بقسمة الحق. ثلث المجلس للتيارات الدينية ( ٣٣عضوا) يمثلون الازهر والأخوان والصوفيين والسلفيين وكذلك الكنيسة، وثلث للتيارات الشبابية الثورية، والثلث للتيارات والحركات والأحزاب السياسية الثورية.
• يعتبر هذا المجلس مجلساً شرعياً دستورياً لحكم مصر تحت رئاسة رئيس المحكمة الدستورية العليا وينضم له وزير الدفاع أو من يمثله ليكون العدد ١٠١عضواً
• يحق لأعضاء المجلس الانتقالي الترشح لأية انتخابات محلية أو برلمانية أو رئاسية لمدة دورة واحدة
• ينتخب المجلس الانتقالي في أجتماعه الاول (الذي نقترح ن ينعقد في ٢٣يوليو عيد ثورة الجيش والشعب) مجلساً مصغراً لتمثيل مصر في الداخل والخارج, ويعين في الاجتماع الأول رئيساً ومجلساً للوزراء وللمجلس الانتقالي عزل وتعين من يشاء من الوزراء بأغلبية أصوات المجلس الانتقالي
• تستمر لجنة اعتصام ٨ يوليو بالتحرير في حالة أنعقاد دائم حتى تشكيل المجلس الانتقالي واستلام الحكم وفض الأعتصام
عاشت الثورة المصرية عاشت مصر حرة))
هناك تعليق واحد:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،
ربما لم أستطع أن اطرح مثلك أستاذ علاء الشك جانباً ، بل أنه قد ساءني انخداع بعض القوى الإسلامية بالمطالب المعلنة لمليونية 8 يوليو 2011
وقد تيقنت تماماً أنها محاولة للإلتفاف على إرادة الشعب ، وإن هدأت قليلاً عندما انسحب الإخوان قبيل صلاة المغرب ..
ولكنه بظني انسحاب من خــُدع .
إرسال تعليق