المعادن أصناف .. فهل نقبت؟

ذهبٌ جميلٌ عزيزٌ
وورِقٌ كريم نفيس ..
لا تخشى عليهما من صدأ .. فلن يرِين.
صفيحٌ طريٌ يُروَّض ..
وبيسرٍ يَلين.
ونُحاسٌ لامع يصير مُطَحلَباً ..
بفعل السنين.
حديدٌ ذو بأس وشدة
وفولاذٌ قوي مَتين ..
مَعدَنا صُنعٍ وحَرثٍ .. ومَنَعة.

معادن أولي رونقٍ.. ونُدرة.
ومعادن نزالٍ .. ومعادن قوة.
ومعادن زائفة خادعة ..
تُبهِر بلا قيمة ولا .. منفعة.
وأخرى لا تـُلق لها بالاً ..
ولا تسرق منك نظرة.

فأي المعادن هي التي إليك محببة ؟
وأيٌ تراها تنال منك .. حظوة ومودة ؟

بل هل نقبتَ في نفسِك
التي سوَّاها وليُّها المنعِمُ:
أمِن كريم أم نفيس ..
أمِن أي أصناف المعادن 
تلك النفس قد جُبِّلَت ؟

وهل ساءلتها .. إذ توارى عنك نهارٌ
وأُسدِل ستارُ الدجى:
من أي معدن كان 
في يومك الذي مضى ..
ذاك الذي في جوفك ..
كالليل والنهار يَتقلبُ ؟

‏عن أبي هريرة رضي الله عنه
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
‏((‏‏ الناس معادن كمعادن الفضة والذهب خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا والأرواح جنود ‏ ‏مجندة ‏ ‏فما تعارف منها ائتلف وما ‏ ‏تناكر ‏ ‏منها اختلف))    
(رواه مسلم)


علاء زين الدين .. مارس 2006
___
الورِق: الفضة
يرين (من ران): يتراكم



هناك 4 تعليقات:

عاطف هلال يقول...

حقا "الناس معادن"
حقا "الناس معادن" وهو قول صادق .. ولكن صدقه – إن تحرينا الصدق - قد تحدد منذ زمن طويل تأسيسا على العلاقة الأسطورية بين الناس وبين بعض المعادن ، وعل ماتعود الناس على تداوله وما شاع على ألسنتهم عن تلك المعادن منذ التاريخ القديم وحتى الآن . فالذهب "جميل وعزيز" كما تقول وقد التهبت أسعاره إلى أقصى حد لها تلك الأيام ، فمن الذى جعل الذهب جميلا وعزيزا ... لم يبالغ من قال أن الذى أعطى للذهب قيمته النفيسة هم الآلهة القديمة والملوك والنساء . فإن رع إله الشمس المصرى وملك الآلهة وسيد الكون فى ذلك الوقت كان من "الذهب" . وفى عالم هوميروس معظم الآلهة وخاصة النساء منهن كانت من الذهب أو يحيط بهم الذهب ..! . وإخترقت كلمة الذهب التوراة من أولها إلى آخرها ، وإحتلت تلك الكلمة مكانة فى التوراة لاتوجد فى أى كتاب آخر . وكانت المعابد منذ العصور الفينيقية واليهودية مكانا لتراكم الذهب ، ووضعه الملوك تيجانا مرصعة بالجواهر على رءوسهم ليزيدهم هيبة وقداسة . ويحتمل أن يكون تمسك النساء بالذهب حتى وقتنا الحالى هو لتحقيق نفس أغراض الملوك . وقد فرض التاريخ علينا بهذا الشكل المكانة السامية للذهب ، على الرغم من أن إستخداماته الصناعية محدودة جدا ويمكن الإستغناء عنه ببدائل أخرى كثيرة . ومع ذلك فسوف يظل الذهب هو المعدن المتوج على باقى المعادن ولن تتمكن البشرية من تجنب فتنته . وعلى الرغم من أنه قد أُزيل عن الذهب صفته النقدية فى عام 1978 ، بقى الذهب وحتى وقتنا هذا – هو ذلك القسم من إحتياطيات الدول الذى يستخدم كأساس فى الأنظمة النقدية ، وبقيت حمى الذهب على مستواها التاريخى يستحيل علاجها بأى دواء ، ولكن – وللأمانة – يمكن القول بأن تلك الحمى قد ساهمت كثيرا وعلى مر العصور فى تطوير أساليب التنقيب عن المعادن بصفة عامة ، وتطورت من الرومانسية ونظام الصدفة والمقامرات والمغامرات ، وإستغلال العبيد دون أى قواعد جيولوجية أو علمية منضبطة ، إلى برامج إستكشاف تعتمد على قراءة جيدة للتاريخ الجيولوجى والشواهد الميتالوجينية والجيوكيميائية ، وعلى التعرف الفاحص للصخور وظروفها التكتونية والتركيبية ، وعلى الدراسات الإستراتجرافية والظواهر الجيومورفولوجية المصاحبة لتكون الخامات والدالة عليها ، وعلى أساليب الإستشعار من البعد بإستخدام التسجيلات الملتقطة من الفضاء ، ثم على أحدث ماوصلت إليه التكنولوجيا فى أعمال التحقق الحقلى وتقدير الإحتياطات والتقييم الفنى والإقتصادى . كما ساهمت حمى الذهب فى تطوير أساليب وطرق إستخراج الخامات ، وفى تطوير أساليب تركيزها وتجهيزها وإستخلاص المعادن من مركباتها المعقدة . (المرجع : كتابى عن الموارد المعدنية بمصر )

علاء زين الدين يقول...

متابعة لتعليق المهندس عاطف هلال، أضع هنا عنوان الإنترنت المختصر لموقع الكتاب الذي ذكره في نهاية تعليقه، حيث يبدو أن برمجيات المدونة لم تقبل العنوان بطوله الأصلي:
كتاب الموارد المعدنية - الوضع الحالي وتطلعات التنمية حتى العام 2020.

علاء زين الدين يقول...

شكراً أخي الفاضل عاطف هلال على التعقيب والمعلومات القيمة. تشبيه الناس وخصالهم بالمعادن لا يقوم على أساس علمي أو تاريخي بالطبع، وإنما هي تشبيهات مجازية تعتمد على الموروث اللغوي والشعبي للإنسان، وإن كانت هذه أيضاً لها بعض الأصل في خصائص المعادن من جمال ورونق وندرة أو متانة وما إلى ذلك. والأصل في النص بالطبع هو دعوة للتأمل في طبائع البشر وتقييم الذات ومحسابتها.

أخي الكريم، أثريت التدوينة بمعلوماتك الثمينة كالعادة فجزاك الله خيراً.

Rehab Abd Elrhman يقول...

اللهم اغفر له و ارحمه اللهم عافه و اعف عنه اللهم اغسله من الذنوب و الخطايا و نقه كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس .. اللهم اجزه عن الحسنات إحسانا و عن السيئات عفوا و غفرانا اللهم اجعل كتابه هذا و علمه و تاريخه و ما قدمه علم ينتفع به فى ميزان حسناته يا رب العالمين .