10 يوليو 2011

حدث ما كنت أتخوف منه

وضعت الشك في النوايا جانباً، وصدقت أن القوى السياسية المختلفة كانت صادقة في قرارها بتنحية المطالب المختلف عليها جانباً، وخاصة مطالب الدستور أولا ً والمجلس الرئاسي والمبادئ فوق الدستورية وغيرها من وسائل التحايل على إرادة أغلبية الشعب المصري. وكما فعلت أنا، فعلت القوى السياسية الإسلامية وأيدت جميعها التظاهر في جمعة "الثورة أولاً".


ثم بعد يوم ظننت فيه أن روح الثورة المصرية قد عادت. تجولت بين المعتصمين في ميدان سعد زغلول بالإسكندرية فسمعت عن الذي ينادي بالدستور أولاً من منصة ٦ أبريل ورأيت أحد شباب المصريين الأحرار يحدث الناس عما يدعي أنها أخطاء السيد مهدي عاكف المرشد العام السابق للإخوان المسلمين وغير ذلك من المهاترات. تدخلت وطالبته بالتركيز عى قضايا اليوم ووافق الحاضرون، فعاد الشاب الحاذق يجتر ما كان يقوله عن المرشد السابق للإخوان.


ثم اليوم أفاجأ بهذا البيان مما يسمى "لجنة اعتصام ٦ يوليو بالتحرير"، والذي أراه قمة في المخادعة، ولو أن الدرك والحضيض أولى به من القمم.


لا أعلم من تمثل لجنة اعتصام ٨ يوليو، لكني أود أن أعلم ذلك وأتمنى ألا أجد من القوى الممثلة فيها أيا من القوى الأساسية المعروفة. فلا يخفى على أي إنسان بسيط أن الخطة التي يرسمها هذا البيان لا علاقة لها بمحاكمات أو مطالب الثورة، وإنما هي مزايدة حزبية جديدة للالتفاف على إرادة أغلبية الشعب، وهي خيانة لمحاولات تجديد الثقة بين التيارات الليبرالية والإسلامية، ومؤكد أن البادئ بالغدر –كما هي العادة دائماً- ليس التيارات الإسلامية.


وها هو البيان يتحدث عن نفسه:

(( بيان لجنة أعتصام ٨ يوليو بالتحرير

أيمانا بضرورة تكامل قوي الشعب المصري في تحقيق الأهداف و المطالب التي هتف بها الشعب واستشهد من أجلها الألف في ثورته المجيدة، اجتمعنا نحن المصريون الوطنيون المستقلون في ميدان التحرير, في بداية يوم الثامن من يوليو ٢٠١١ الموافق السابع من شعبان ١٤٣٢هـ , ونظرا لما يراه الشعب باكمله من تباطؤ و تواطؤ في انجاز مطالبه وحقوقه المسلوبه رغم مرور ستة اشهر .
فاننا نري ان انقاذ مصر وتحقيق مطالبها يدفعنا الي دعوة كل اطياف التيارات الثورية السياسيه و الي لم شمل الأمه ’ وتكوين مجلس انتقالي يترأسه رئيس المحكمه الدستورية العليا او من ينوب عنه, وان يجمع شمل الامة بكل أطيافها بقسمة الحق. ثلث المجلس للتيارات الدينية ( ٣٣عضوا) يمثلون الازهر والأخوان والصوفيين والسلفيين وكذلك الكنيسة، وثلث للتيارات الشبابية الثورية، والثلث للتيارات والحركات والأحزاب السياسية الثورية.
• يعتبر هذا المجلس مجلساً شرعياً دستورياً لحكم مصر تحت رئاسة رئيس المحكمة الدستورية العليا وينضم له وزير الدفاع أو من يمثله ليكون العدد ١٠١عضواً
• يحق لأعضاء المجلس الانتقالي الترشح لأية انتخابات محلية أو برلمانية أو رئاسية لمدة دورة واحدة
• ينتخب المجلس الانتقالي في أجتماعه الاول (الذي نقترح ن ينعقد في ٢٣يوليو عيد ثورة الجيش والشعب) مجلساً مصغراً لتمثيل مصر في الداخل والخارج, ويعين في الاجتماع الأول رئيساً ومجلساً للوزراء وللمجلس الانتقالي عزل وتعين من يشاء من الوزراء بأغلبية أصوات المجلس الانتقالي
• تستمر لجنة اعتصام ٨ يوليو بالتحرير في حالة أنعقاد دائم حتى تشكيل المجلس الانتقالي واستلام الحكم وفض الأعتصام
عاشت الثورة المصرية عاشت مصر حرة))

عفواً سعادة المستشار البسطويسي: هل اخترت الإجابات الصحيحة؟

 

أثناء مرور مظاهرة جمعة «الثورة أولاً» (٨/٧/٢٠١١) بشارع بورسعيد في الإسكندرية رأيت على جانب الطريق كوكبة من المتظاهرين ملتفين حول المستشار هشام البسطويسي، يصافحونه ويحتفون به. تركني رفيق لي تعرفت عليه في المظاهرة وذهب يصافح المستشار ويخبره بأنه يعمل في الكويت حيث كان يعمل المستشار قبل عودته للترشح لمنصب رئاسة الجمهورية نزولاً على رغبة مؤيديه، فلاطفه هشام البسطويسي ودعا الله أن يعينه على حرارة الطقس عند عودته إلى الكويت.


كنت ولا زلت أحترم هشام البسطويسي لمواقفه النزيهة والأبية أثناء انتخابات العام ٢٠٠٥ البرلمانية وأحداث استقلال القضاء التي تلتها. لكني لست ممن يسعون لمصافحة المشاهير أو التقاط الصور التذكارية معهم كما كان يفعل بعض المتظاهرين، ولا أنكر على من يفعل ذلك.


واصلت أنا السير مع المتظاهرين، ثم تذكرت أني كنت عازماً على إضافة مقال إلى مدونتي للتعليق على مذكرة البسطويسي إلى المجلس الأعلى للقوات المسلحة التي نشرت في وسائل الإعلام الأسبوع الماضي (*) ونقد بعض ما جاء فيها. فخطر لي أنه إن كان الله قد قدر أن ألقى هشام البسطويسي نفسه ولم أكن قد نشرت تدوينتي بعد، ألا يحق له أن أخبره برأيي مباشرة وأن أسمع رده، أفلا أكون ملزماً على الأقل أن أحاول؟


عدت أدراجي، وانتظرت حتى تهيأت لي ثغرة بين كوكبة المحتفين فرحت أصافحه ودار بيننا الحوار القصير التالي:


س: "السلام عليكم، أتابعك منذ موقف استقلال القضاء وأحترم جهادك كثيراً. وقد قرأت مقالك الأخير عن وضع القوات المسلحة في الدستور"


ج: "ذلك لطمئنة المجلس الأعلى (للقوات المسلحة). لفترة مؤقتة فقط.. (هنا كلام غير واضح عن بقاء المجلس في الحكم) .. ونريده أن يعمل معنا"


س: "لكن هذه المقترحات يمكن أن تكرس لحكم عسكري"


ج: "سيكون هذا شيئاً مؤقتاً فقط"


س: "يعني ليس المقصود أن يظل في الدستور الدائم بعد ذلك؟"


ج: "لا"


س: "وما هو الضمان؟"


ج: مشيراً بيده تجاه المظاهرة المليونية "هذا هو الضمان.. الشعب هو الضمان"


بعد ذلك صافحت المستشار وشكرته وتركته لمعجبيه.


وللأسف ومع استعراض النقاط الأساسية لمذكرته عن القوات المسلحة والدستور (*)، تعجبت من إجاباته. فلم أر كيف يمكن أن تتفق هذه الإجابات مع المبادئ الواردة في تلك المذكرة:


(*) البسطويسى يحدد وضع الجيش فى الدستور.. و١٠ مبادئ «فوق دستورية» فى مذكرة للقوات المسلحة، المصري اليوم، ٤/٧/٢٠١١ ـ (http://goo.gl/0LMGZ)

06 يوليو 2011

سطورٌ سبقت العودة .. "يا مصر أنا باحلم"

 

يا مصر أنا باحلم

alexandria-elnabi-danial

يا مصر هواكي في دمي ومنك لوني
من حبي يا حلوة هبوحلك بِشْجوني
باشتاقلك في البعد تَمَللي وباحلم بايامك
دي صورتك فالقلب يا مصر وفِعْيُوني

ع الشَّط كَبَرت مابِين رَمْلِك وسَماكي
من بَحَري لأسوان كان يِحْلا الجَو معاكي
يِصحا نهارك بأدان وتْخَبَّط على بابُهْ الأفران
أصواتك فِ الفكر تعَشِّش ولا أمْلك أنساكي

الكروان فِ الشاطبي يغني بلحن حزين
عَ الجيزة يطير ويحُط فْ عين السلليين
من غير حاجز بيرفرف ويحلَّق فِ هَواكي
ويَمامِك مشدود للأرض بيِكتم فِ حَنِين

الحُب يا بلدي وأشواقي متمنعنيش
بِالْهَمّ أصارحك واكْشِفْلِك ولاخَبِّيش
أحوالك ما تسُرّ ولادك، عُزّالك ليه حابسين
أحلامك فِ الذُّل واحبابك فِ الكلابيش

يا مصر انا باحلم بالفجر بيطلع من تاني
ومساجدك تتعمَّر بالْهَدْي الرَبّاني
يرجع من بلدي يشعشع نور الإسلام
وع الدنيا يهل هلال العدل بقرآني

دي الكعبة قبالك ونسيمك من مَرجِ عْيون
دول أهلك فِ مَراكِش والغُوطة واللي فْ بَسيون
بالعربي جيرانك مِش صهْيون.. مَتقولي انا مصر!
والقدس مدينتي و جَبَلي هناك إسمه الزَيتون

وفي سِرّ يا مصر فْ قلبي مْخَبِّيه
حلم جميل من شدة خوفي عليه بَداريِه
وحشوني الأهل وأحبابي وان قلت انا راجع تاني
إياكي تِفشِي يا مصر اللي اتأمِنْتي عليه

alexandria-sunset-2

علاء زين الدين
١٢ أبريل ٢٠٠٦