10 يوليو 2011

عفواً سعادة المستشار البسطويسي: هل اخترت الإجابات الصحيحة؟

 

أثناء مرور مظاهرة جمعة «الثورة أولاً» (٨/٧/٢٠١١) بشارع بورسعيد في الإسكندرية رأيت على جانب الطريق كوكبة من المتظاهرين ملتفين حول المستشار هشام البسطويسي، يصافحونه ويحتفون به. تركني رفيق لي تعرفت عليه في المظاهرة وذهب يصافح المستشار ويخبره بأنه يعمل في الكويت حيث كان يعمل المستشار قبل عودته للترشح لمنصب رئاسة الجمهورية نزولاً على رغبة مؤيديه، فلاطفه هشام البسطويسي ودعا الله أن يعينه على حرارة الطقس عند عودته إلى الكويت.


كنت ولا زلت أحترم هشام البسطويسي لمواقفه النزيهة والأبية أثناء انتخابات العام ٢٠٠٥ البرلمانية وأحداث استقلال القضاء التي تلتها. لكني لست ممن يسعون لمصافحة المشاهير أو التقاط الصور التذكارية معهم كما كان يفعل بعض المتظاهرين، ولا أنكر على من يفعل ذلك.


واصلت أنا السير مع المتظاهرين، ثم تذكرت أني كنت عازماً على إضافة مقال إلى مدونتي للتعليق على مذكرة البسطويسي إلى المجلس الأعلى للقوات المسلحة التي نشرت في وسائل الإعلام الأسبوع الماضي (*) ونقد بعض ما جاء فيها. فخطر لي أنه إن كان الله قد قدر أن ألقى هشام البسطويسي نفسه ولم أكن قد نشرت تدوينتي بعد، ألا يحق له أن أخبره برأيي مباشرة وأن أسمع رده، أفلا أكون ملزماً على الأقل أن أحاول؟


عدت أدراجي، وانتظرت حتى تهيأت لي ثغرة بين كوكبة المحتفين فرحت أصافحه ودار بيننا الحوار القصير التالي:


س: "السلام عليكم، أتابعك منذ موقف استقلال القضاء وأحترم جهادك كثيراً. وقد قرأت مقالك الأخير عن وضع القوات المسلحة في الدستور"


ج: "ذلك لطمئنة المجلس الأعلى (للقوات المسلحة). لفترة مؤقتة فقط.. (هنا كلام غير واضح عن بقاء المجلس في الحكم) .. ونريده أن يعمل معنا"


س: "لكن هذه المقترحات يمكن أن تكرس لحكم عسكري"


ج: "سيكون هذا شيئاً مؤقتاً فقط"


س: "يعني ليس المقصود أن يظل في الدستور الدائم بعد ذلك؟"


ج: "لا"


س: "وما هو الضمان؟"


ج: مشيراً بيده تجاه المظاهرة المليونية "هذا هو الضمان.. الشعب هو الضمان"


بعد ذلك صافحت المستشار وشكرته وتركته لمعجبيه.


وللأسف ومع استعراض النقاط الأساسية لمذكرته عن القوات المسلحة والدستور (*)، تعجبت من إجاباته. فلم أر كيف يمكن أن تتفق هذه الإجابات مع المبادئ الواردة في تلك المذكرة:


(*) البسطويسى يحدد وضع الجيش فى الدستور.. و١٠ مبادئ «فوق دستورية» فى مذكرة للقوات المسلحة، المصري اليوم، ٤/٧/٢٠١١ ـ (http://goo.gl/0LMGZ)

ليست هناك تعليقات: