الحمد لله.
إن شاء الله أنزل غداً ساحة القائد إبراهيم بعد صلاة الجمعة. لقد سقطت كل أوراق التوت وتبين أن هذه الثورة لا يراد لها خيراً.
لم أعد أثق في الانتخابات القادمة إلا ربما كجزرة متدلية نظل نطاردها. سمعت من شخص أحترمه كثيراً لم يعد لديه ما يطمع فيه في الدنيا فضلاً عن أي طموح سياسي أن أعضاء الحزب الوطني المنحل في اجتماعات متواصلة بمحافظات مختلفة للتحضير للانتخابات.
لا أرى مبرراً لإصرار المجلس العسكري على نسبة الانتخابات الفردية، ولو كان هناك مبرراً، فلا مبرر لحظر الأحزاب من التنافس على هذه المقاعد الفردية.
أتعجب من إصدار البيان الدستوري الأخير يوم 25 سبتمبر دون الإعلان عنه إلا في جريدة الوقائع المصرية. لماذا ليس في الصفحة الرسمية للقوات المسلحة، لماذا لم يكن خلال مؤتمر صحفي؟ لماذا لم ينزل ممدوح شاهين أو أحد زملائه في المجلس العسكري ضيفاً على الحواريات يروج ويشرح الإعلان الدستوري الجديد. ألا نتعجب ممن يصدرون إعلاناً في الخفاء، فماذا حملهم على إخفاء ذلك الذي لا يصح إلا بالعلانية. يسدون ثغرة قانونية ويودون لو لم يدر به أحد.
كما أتوجس خيفة من الاقتحامات المتكررة لمكتب قناة الجزيرة مباشر مصر ومن التضييق الصحفي. رسائل بعناوين واضحة لا يخطئها من لا يدفن رأسه في الرمال.
كيف لا أتوجس خيفة والدولة البوليسية تعود بتدرج، فاليوم يعذبون سائقي الميكروباس ويطلقون الرصاص على بائع متجول ويحاكمون بعض الشباب الثائر محاكمات عسكرية، فإذا قبلنا بذلك وقال من قال أن هؤلاء يستحقون وقال آخر أن ذلك أفضل أراحنا الله من أمثال هؤلاء، إذا قبلنا بذلك فماذا نرى في المنعطف اللاحق إلا البطش بالمعارضين والإسلاميين والإعلاميين؟
وكل ذلك لا يبعث الثقة في وعود الانتخابات، وكأنما هناك حصة محجوزة لفئة بعينها، ولو أنهم فشلوا في أن يجعلوها بالمناصفة لكنهم صمموا على أن يجعلوها حصة الثلث المعطل.
ثم كيف لا أتوجس خيفة إن كانت دولة عظمى تتوجس بدورها خيفة من خياراتنا الحرة فلم تبرح تلقي بحبالها وعصيها فعادت سياستنا الخارجية إلى حظيرة الهيمنة الأمريكية بعد أن نعمنا بلحيظات من السيادة والقرار المستقل فانتشى من انتشى وفرح بنا إخواننا في غزة والشعوب العربية، لكنها لحيظات لم تدم. بعد ذلك استدارت هذه القوى إلى خياراتنا الداخلية وألقت حبالها وعصيها، وتضافرت جهود الداخل والخارج على إلغاء الثورة، فكيف لا أتوجس خيفة.
سأنزل غداً إن شاء الله بمفردي معبراً عن رفضي لكل ما سبق ومعبراً عن رفضي لإعادة إنتاج النظام بواجهة جديدة، ومعبراً عن رفضي أن تضيع ثورة بعد نجاحها، ومعبراً عن رفضي أن نعود إلى القمقم بعد أن جربنا مذاق الهواء، وأن نعود إلى التواري في الظل بعد أن عرفنا نور النهار.
اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق