صادق الكونجرس الأمريكي بالأمس على تعيين مرشح أوباما لتولي وزارة الدفاع الأمريكية، وهو تشارلز (تشك) هيجل. ويُعد هيجل من رجال القوات المسلحة السابقين الأكثر اعتدالاً. كان هيجل من المشاركين في حرب فيتنام ثم تحول إلى أحد المنادين بوقفها، وصوت في الكونغرس لصالح استخدام القوة في العراق ثم تحول إلى أحد الداعين إلى الانسحاب منها بعد اعترافه بقلة إحاطته بأوضاع العراق وقت التصويت، ووصف غزو العراق بأنه أكبر غلطة في السياسة الأمريكية بعد حرب فيتنام. كما كان من الداعين إلى الانسحاب من أفغانستان ومعارضاً لاستخدام القوة في النزاع مع إيران. وشاهدت جلسة التصويت على ترشيحه مناقشات حادة مما استوجب عقد جلسة ثانية تم فيها التصويت وقد شككك معارضيه في مدى دعمه لإسرائيل.
فمع تعيين تشك هيجل في الدفاع وجون كيري في الخارجية، هل ستشهد فترة ولاية أوباما الثانية والأخيرة تحولاً في السياسة الخارجية الأمريكية؟ وماذا يعني ذلك لنا في مصر؟
هذا سؤال تجيب عليه الأيام القادمة، لكن مما يثير الانتباه أن اليوم الذي صادق فيه الكونجرس على تعيين هيجل هو نفس اليوم الذي هاتف فيه أوباما الرئيس مرسي يدعوه لزيارة الولايات المتحدة في موعد لم يعلن عنه بعد. فهل ثمة علاقة بين الأمرين. هل نجاح أوباما في الحصول على الأصوات المطلوبة لدعم هيجل رغم ما واجه الترشيح من صعوبات أعطاه ثقة في الحصول على دعم الكونجرس لقرارات متعلقة بمصر في المستقبل؟
ربما كان هذا التصويت الأخير لصالح هيجل مؤشراً موضوعياً لسقف المعارضة المحافظة ومناصري العقيدة الدفاعية التقليدية والمناهضين لفكرة التعاون مع نظم الإسلام السياسي في الشرق الأوسط داخل مجلسي النواب والشيوخ. وربما كان أوباما يؤجل اللقاء مع الرئيس المصري إلى أن يتحقق من قدرته على تمرير السياسات التي يضعها مع فريقه الجديد بشأن العلاقات مع مصر والتحولات في المنطقة العربية والتي ستكون أساس لقائه مع الرئيس المصري.
والآن أصبح على فريق الرئاسة والحكومة المصرية دراسة أبعاد التغييرات التي جرت في واشنطن ووضعها في الاعتبار في توجيه سياستنا الخارجية وعلاقتنا بالولايات المتحدة والإعداد لزيارة الرئيس.
27 فبراير 2012