27 يناير 2013

احسم أمرك

الرئيس مرسي، احسم أمرك قبل فوات الآوان ودع سياسة المهادنة والمواءمة. أنت منتخب من الشعب ولست منتخبًا من النخب ولا من جبهة الإنقاذ. بل أن قيادات جبهة الإنقاذ الذين يتحدثون زوراً باسم الشعب والثورة هم الذي فشلوا في الانتخابات. عامة الشعب وعوامه الذين انتخبوك ضجوا بمطالبتك أن تتعامل مع الفوضى والتخريب بحزم وصرامة، وأنت ما زلت تتردد ربما من باب السماحة أو من باب السياسة وربما من باب الضعف. الظرف لم يعد يحتمل، فكفاك تهاوناً، فإنما تتهاون في حقوق من انتخبك ومصلحة الوطن.

الرئيس مرسي، إياك أن تستجب لمطالب المسمين بجبهة الإنقاذ اليوم، فكفاك السابقة الأولى حين استجبت لابتزاز غيرهم قبل إعلان نتيجة الانتخابات وبعدها. فاستجابتك لن تكون تنازلاً عن حقوقك وإنما تنازلاً عن حقوق كل الذين أدلوا بأصواتهم في كافة عمليات التصويت السابقة والذين تستفزهم عمليات التهديد والابتزاز، ولكنهم صابرون حرصاً على سلامة الوطن والسلم العام. لكنهم بلا شك مستفزون. فلا تفكر في إرضاء المرجفين على حساب الأغلبية التي اختارت الدستور والتي انتخبتك. والمرجفون لن يرضوا على أي حال إلا بهدم كل الخطوات التي تمت والعودة إلى نقطة تسمح لهم بالوثوب على الحكم على رغم من لفظ الشعب لهم مرات عديدة.

لا تعيرهم اهتمامك بعد اليوم ودع عجرفتهم وتصريحاتهم ومطالبهم وانتبه إلى مطالب عوام الناس وبسطائهم. اقض على الفتنة وطبق القانون وستجد عوام الناس وبسطائهم ورائك.
واعلم أن عامة الشعب في كل مكان قد بدأوا بتململون من ترددك وصبرك وحلمك. واسأل بائع الجرائد والسائق والحرفي، اسأل أصحاب المتاجر والعمال في المصانع، اسأل كل من لا يصل صوته من خلال وسائل الإعلام، اسأل الشارع المصري الحقيقي وامض في تحقيق ما يريده منك ولا تتردد.

فالحلم والسماحة لهما وقتهما والحزم والصرامة لهما آوانهما، وإن لم يكن هذا آوان الحزم والصرامة فمتى؟

وكما كتب لك أحد المخلصين، إما أن تقود وإما أن تقاد، ونحن لم ننتخب رئيسًا ليقاد.